تأكدت أنباء جاسم من مصادر خاصة داخل أفغانستان والتيار الجهادي من خبر استشهاد الشيخ الظواهري “أبو محمد” في الحي الدبلوماسي في كابل. قاد الشيخ التنظيم خلال مراحل عصيبة ومحن من الثورات العربية، والجهاد السوري، وصعود تنظيم الدولة “داعش”. بالرغم من حملات التشويه المغرضة، تفاعل أقطاب التيار الجهادي مع خبر استشهاد الشيخ بمدح سيرته الجهادية ودهائه في مراوغة العدو.
وجود الشيخ الظواهري في الحي الدبلوماسي في كابل أثار عدداً من التساؤلات عن وضع التنظيم وعلاقته بطالبان. اختلف بعض الخبراء حول فيما كان تواجد الشيخ دليلاً على قبول طالبان بيعة تنظيم القاعدة ووجود علاقة سرية من عدمه. ولكن، طبقاً لمصدر مقرب من المشهد الأفغاني فوجود الشيخ في كابل كان أمراً مجهولاً عند قطاع عريض من الحركة وكان أمراً يتعلق بجماعة حقاني ومشروع خاص كان سرياً للغاية. ومن غير المعروف إن كان أمير المؤمنين هبة الله آخند زاده قد قبل بيعة تنظيم القاعدة وماذا يعني ذلك لقادة الأفرع خارج أفغانستان.
وأضاف مصدر مقرب من هيئة تحرير الشام أن استشهاد الشيخ قد يكون بداية لصفحة جديدة داخل التنظيم لإعادة النظر في ترتيب الأولويات خلال هذه الفترة الحرجة. ولكن، أضاف مصدر آخر أن حالة الهيئة خاصة ولا تنطبق على الأفرع وكان توجه الجولاني ضرورة لأنه محاط من كافة الاتجاهات.
وعلى أي حال لقد نجح الشيخ الراحل في الاختفاء عن أعين الأعداء منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر كما نجح في خلافة الشيخ أسامة بن لادن ولابد من أخذ ذلك في عين الاعتبار.
فلماذا خاطر الشيخ الظواهري بحياته وانتقل للعيش في وسط كابل؟ الجواب هو أنه كان قد فعل ذلك بعد تولي الطالبان للحكم وإحكام السيطرة على أمور البلاد وهذا أمر مفهوم للجميع حيث أن الشيخ شعر بنوع من الأمان بأن هناك من يحمي ظهره ويعطيه الفرصة للعيش بين أفراد أسرته بعيداً عن الكهوف والجبال.
ولكن ثمة شئ ما كان قد حدث خلف الكواليس أن أحدهم قد خالف العهد. فمن المستفيد من الكشف عن مكان تواجد الشيخ فقط بعد وصوله كابل؟ هل كان هناك من خالف توجه “الحقانيين” وقرر أن يتحرك نيابة عن طالبان؟ ماذا يعني ذلك لقادة القاعدة في طهران وهل مازال هناك مجال لهم لحماية أنفسهم من الذي يغدر ويخالف العهد؟ خبر استشهاد قائد أمر حتمي وخصوصا من هو مثل الشيخ الظواهري ولكن ما حدث في كابل دليل على ان قواعد اللعبة قد تغيرت، فهل سيكون هناك من يدرك كيفية أن لا يكون حجرا على رقعة الشطرنج؟
ستتابع أنباء جاسم آخر المستجدات عن كثب وترحب بأي أفكار أو معلومات ترسلونها بشكل آمن عن طريق التليجرام