تخوف من استغلال داعش لفراغ القيادة في القاعدة بعد الظواهري

منذ إعلان خبر إستشهاد الشيخ الظواهري لم نسمع أياً من المؤسسات والأذرع الإعلامية للتنظيم وفروعه تصدر أي بيان تنعي فيه الشيخ أو تنفي خبر إستشهاده! أخذ التنظيم حوالي ستة أسابيع في عام ۲۰۱۱ بعد استشهاد الشيخ أسامة بن لادن، ولكن ذلك كان قبل نشوب الصراع الطاحن مع تنظيم داعش على قيادة الجهاد العالمي.

تكلمنا فى مقالتنا السابقة عن المراحل التي سيمر بها التنظيم بعد إستشهاد الشيخ الظواهري، وأن الأوامر قد صدرت للإلتزام بالتعليمات الأمنية وعدم السفر .لدواعي أمنية بديهية، وإن صدور هذه التعليمات هو من أجل الحفاظ على البقية الباقية من رجال التنظيم المتواجدين بأفغانستان

أما حالة الصمت التى نشهدها من الأذرع الإعلامية المختلفة للتنظيم وفروعه، أمر نحاول أن نفهمه، لا سيما وأنه أثار بعض التساؤلات. طبقاً لمصدر يتابع المشهد الجهادي في إفريقيا، من الوارد أن ينتهز داعش الفرصة التاريخية في كسب ولاء أنصار القاعدة هناك في ظل عدم وجود بيعة شرعية لأمير حالي. وأشار المصدر للتقدم الملحوظ في قدرة داعش على كسب الحرب الإعلامية والدعوية في المناطق غير الناطقة للغة العربية، إذ يسهل ذلك ترويج الأكاذيب والشائعات عن تنظيم القاعدة وحركة طالبان.

ونقلاً عن متابع آخر كان عضوا سابقا في فرع التنظيم في الشام “الجميع يذكر أن خبر موت الملا عمر رحمه الله لم يتم الإعلان عنه إلا بعد مرور أكثر من عام. فهل سيتم إتباع نفس الأسلوب مع خبر إستشهاد الشيخ الظواهري؟” ورداً على ذلك التساؤل، نقول أننا نستبعد ذلك لعدة أسباب، منها أن خبر إستهداف المنزل وسط كابل تم تأكيده كما قلنا من قبل الإمارة الإسلامية، ونتوقع في الأغلب أن مؤسسة السحاب ستتحرك خلال أسابيع أو أقل من ذلك بهذا الخصوص.  

الأهم من هذا هو أين أصوات شيوخ التنظيم الذين مازالوا على قيد الحياة، والذين شاركوا الشيخ الظواهري مسيرة الجهاد بالرغم من تواجدهم وكتاباتهم على تويتر؟ وتم مؤخراً حجب معرف الشيخ المقدسي وبعض الحسابات الأخرى التي كانت تنقل أخبار التنظيم للعامة، ومن ضمن ذلك حسابات تم الإبلاغ عنها في تقرير لمركز دراسات أوروبي كشف عن جهود حركة الشباب على موقع التواصل الإجتماعي. 

ويرجح البعض – الذين طلبوا عدم الإفصاح عن انتمائهم – أن الخلافات بين فروع التنظيم وبين القيادة العامة لعبت دوراً في عدم نعي الظواهري حتى وقتنا هذا، ناهيك عن جدلية تواجد بعض القادة في إيران. ولقد رصدت أنباء جاسم محاولات من داخل التيار الجهادي، وحتى منصات إيرانية، تروج أن سيف العدل غير متواجد على الأراضي الإيرانية. ويعود المصدر الشامي للقول “ولكن على التنظيم أن لا يرتكب خطأ داعش الفاضح في تغييب أتباعه عندما أخفى خبر تصفية متحدثه السابق أبو حمزة القرشي.” ويشير المصدر هنا إلى حركة صبيانية قام بها إعلام داعش المركزي في محاولة بائسة للترويج أن عبدالله القرشي قتل مع المتحدث أبو حمزة خلال عملية إنزال أمريكية عندما كان يعلم البعض داخل التنظيم أن المتحدث قتل في غارة خلال شهر نوفمبر ۲۰۲۱. 

ستتابع أنباء جاسم آخر التطورات وسنوافيكم بما نعلم ونرحب بأي أفكار أو معلومات أو اقتراحات بإمكانكم التواصل معنا بشكل آمن عن طريق التليجرام.
@Ghuraaba

شارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *