تحليل – هل نجح خليفة داعش الجديد “الشبح” في مواجهة التحديات؟

خلافة الببجي تتقوقع على نفسها

بعد مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) -أبو إبراهيم القرشي- في الثالث من شهر فبراير عام 2022، واجهت دولة الخلافة المزعومة تحدياً كبيراً يتمثل في صعوبة تحركات الأفراد والقادة في كل من العراق وسوريا وذلك بسبب استهدافهم من قبل القوات الأمنية ومحاولة القبض عليهم أو قتلهم مثلما حدث مع زعيم التنظيم في سوريا ماهر العقال المعروف بإسم أبو البراء الشمالي والذي كان يتنقل بهوية مدنية مزورة صادرة عن مجلس عفرين المحلي، وذلك بعد إعتقال السلطات التركية لأخيه سليمان العقال في ولاية شانلي أورفة جنوب تركيا في عام 2021، كما واجهت تحدياً مادياً ولوجستياً مهماً، ألا وهو اضمحلال موارد الدخل سواء كانت نتيجة فقدان داعش السيطرة على طرق معينة منعته من ممارسة عمليات تهريب البترول والآثار، فمن المعلوم بأن التنظيم كان يجبر ناقلات البترول والتجار على دفع الإتاوات في كل من محافظتي صلاح الدين والأنبار، أو نتيجة تتابع الهزائم التي منعت التنظيم من جمع الضرائب والاتاوات التي كانت تُفرض على الناس في المناطق التي كانت تقع تحت سيطرته، حيث أن عناصر داعش كانوا يجبرون أصحاب المصانع والمتاجر على دفع إتاوات تحت مسمى “الزكاة” أو “الجزية”.

هذه التحديات كانت ومازالت كابوساً مخيفاً يفرض نفسه على الخليفة الجديد يوماً بعد يوم، لأن فقدان السيطرة على هذه التحديات وعدم إيجاد حلول سريعة لها أدى وسوف يؤدي إلى إنكماش الكيان أكثر وأكثر، فبعد خسارة الدولة المزعومة لأي وجود فعلي على الأرض، لم يبق لها خيار سوى الزوال والفناء. فيا تُرى هل نجح الخليفة الجديد أو هل ها ينجح الخليفة الجديد أبو الحسن الهاشمي القرشي في مواجهة التحديات؟ وما هي دلائل النجاح والفشل التي نلاحظها و يلاحظها الكثير من متابعي الحركات الجهادية وخصوصاً في ظل تمسكه بالبدعة الجديدة المتمثلة في إخفاء هوية “الخليفة” وعدم مخاطبة جنوده؟

إن تنظيم داعش كان يعتمد على مايُسمى بسياسة النفس الطويل التي كانت ترتكز على اللامركزية، إذ كانت الهجمات توضع بطريقة تتفادى أي مفاجأت قد تحدث في الساحة، وكان المسئولون عن وضع هذه الهجمات لديهم القدرة على فهم الهدف الاستراتيجي الكبير لداعش. ومع إستمرار إستهداف قادة داعش من الدواوين المختلفة أو قادة الكتائب المختلفة فقد التنظيم عدداً كبيراً من هؤلاء القادة والأفراد الذين كانوا يتحلون بنوع من  القدرة على العمل ميدانياً، ولم يستطع الخليفة الجديد أن يجد بديلاً لهؤلاء القادة، ولا يستطيع هو أن يتحرك بنفسه ليبني جيلاً جديداً يستطيع أن يتبع سياسة النفس الطويل.

إن مايُسمى بدولة الخلافة تعتمد إعتماداً كلياً على الناحية الإعلامية التي نستطيع أن نقول عنها بكل ثقة وبدون تردد أنها طريحة الفراش، تعاني من السكتة القلبية والسكتة الدماغية في آن واحد.

ففي الوقت الحالي لا يوجد أي منتج إعلامي جديد يشرح أهداف التنظيم ويغذي مفهومه المشوه لدى أنصاره، كما أن المفهوم الإعلامي لدى المسئولين عن هذه الناحية أصبح محدوداً في نشر أخبار تحمل عناوين كلها تشير إلى استهداف عناصر من الشرطة والجيش أو عامة الناس بدعوى أنهم عملاء أو مرتدين، مثل عناوين محتوى صحيفة النبأ في عددها رقم 357 الصادر يوم الخميس الموافق الثاني والعشرون من سبتمبر لعام 2022 والذي شمل (17 قتيلاً وجريحاً من طالبان بهجمات للمجاهدين في خراسان، تفجير غرب رفح بولاية سيناء، قتيل وجريحان من القوات الصومالية المرتدة) ومعنى هذا أنه لا يوجد أي إصدارات للخليفة الجديد يتحدث فيها عن رؤيته المستقبلية، أو يحث فيها أتباعه على مزاولة “جهادهم” والاستمرار فيه، لدرجة أننا لا نسمع حتى أي كلمات من شأنها النصح والإرشاد لعناصر داعش، وذلك لأن الخليفة الجديد يختبئ في جحر ما خوفاً على حياته.

إن ما يسمى بدولة الخلافة تعتمد في إستمرارها على القدرة في تجنيد أعضاء جدد بعد خداعهم وإغرائهم مادياً ورسم صورة جميلة عن المناطق التي سوف يتواجدون بها في مخيلات هؤلاء الأعضاء، ولكن فقدان جميع الأراضي التي كانت تقع تحت سيطرة داعش وفقدان منافذ الدخل، أفقد التنظيم قدرته على الإغراء المالي، كما يجد صعوبة في دفع رواتب عناصره الحاليين، فكنا ذكرنا بإحدى تغريداتنا بأن تنظيم داعش يخفض رواتب جنوده بمقدار الثلث، والخليفة الجديد ليس كإبن لادن، فهو لا يملك الملايين من الدولارات ليعوض ماتم فقدانه من دخل.

وفي النهاية نستطيع أن نقول وأن نحكم بفشل خليفة داعش الجديد، كما يمكننا أن نتنبأ بزوال هذه الدولة المزعومة قريباً لفقدانها كل العناصر المكونة للدولة من أرض وحدود وقيادة ومتابعين.

ما تم كتابته هو قراءة وتفسير متابع انشق عن داعش بداية هذا العام للحكم بفشل زعيم داعش الجديد في مواجهة التحديات التي تواجه دولته المزعومة، وستتابع أنباء جاسم آخر الأخبار والتطورات وسنوافيكم بما نعلم ونرحب بأي أفكار أو معلومات أو مقترحات ترسلونها بشكل آمن عن طريق التليجرام، ونضيف الى ذلك الترحيب بأي مشاركات أو تحليلات.

شارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *