خاص لأنباء جاسم: كشف المستور – خطة داعش الفاشلة للتكتم على مقتل إمامهم الغائب تبشر بتفكك خلافة الببجي

كشف بحث استقصائي لأنباء جاسم مقتل “خليفة” داعش أبو الحسن الهاشمي القرشي، كما أكدت الفرقان الأربعاء. وتفيد معلوماتنا بأن مقتل القرشي كان على الأرجح في أكتوبر الماضي، ما يعني أن “الخليفة” الثالث لداعش تربع على عرشه الخيالي لسبع أشهر فقط بعد مقتل عبد الله قرداش بعملية أميركية فبراير الماضي.

وكشف منشق داعشي كتب تحليلتنا بخصوص قائده السابق، عن وجود استياء بين عناصر التنظيم مع انتشار نبأ مقتل الخليفة، وعن محاولة فاشلة لما يسمى بمجلس شورى التنظيم التغطية على الأمر، وتكرار “سيناريو أبو حمزة “، في اشارة إلى التغطية الفاشلة على مقتل متحدث داعش السابق أبو حمزة المهاجر.

ولم يتمكن مصدرنا تأكيد ما إذا كان القرشي من بين قادة داعش الذين قتلوا في الأونة الأخيرة، ما يدل على انعدام الثقة المستشري بين أفراد داعش، إذ ليس بمقدور أي منهم تحديد هوية من يعطيه الأوامر خلف الكيبورد.

وأكدت أنباء جاسم مقتل خليفة داعش قبل عدة أسابيع عبر عدة مصادر مستقلة.

استياء “اهل الحل والعقد” من احتمالية تكرار سيناريو أبو حمزة الفاشل، أجبر المتحدث على إلقاء بيانهم اليوم.

من هو الخليفة الوهمي؟

ورغم عدم قدرة المصدر الداعشي السابق الجزم بشأن هوية الخليفة الميت، أشار إلى أنه كان على الأغلب واحدا من قادة داعش الذين لقوا حتفهم في الأسابيع الماضية.

قامت أنباء جاسم بمراجعة دقيقة وجمعت معلومات من مصادرها في سوريا والعراق عن أبرز زعماء التنظيم الذين قتلوا في الفترة الماضية، والذين قد يكون من بينهم خليفة داعش الميت:

1- أبو علاء الأموي: قتل في 6 من أكتوبر الماضي كت:بضربة نفذها التحالف الدولي قرب جرابلس في شمال سوريا. وحسب بيان لوزارة الدفاع الأميركية في حينها، فإن الأموي كان من أبرز خمسة قادة في التنظيم، وأنه كان يشغل منصب نائب أمير داعش في سوريا.

2- أبو معاذ القحطاني: قتل في نفس الضربة في 6 أكتوبر، إذ كان بصحبة أبو علاء الأموي. ووفق العلومات الواردة، فإن أبو معاذ كان مسؤولاً عن شؤون السجناء. وعلى الرغم من عدم وجوب تواجد الخليفة مع قائد أخر في مكان واحد، تؤيد أنباء جاسم احتمالية ارتكاب القائدين خطأ فادحا من الناحية الأمنية أودى بحياتهما. وهذا ما قد يفسر الارتباك الأولي والخطة المحتملة لمجلس شورى التنظيم لتغطية الأمر، كما فعلوا مع أبو حمزة المهاجر، خصوصا مع عدم نشر داعش أي منشور ينعى فيه الرجلين.

3- أبو عبد الرحمن العراقي المعروف أيضا بسيف بغداد: قتل سيف بغداد في17 أكتوبر الماضي إثر تفجير فصائل سورية محلية لخندق كان يختبئ فيه تحت منزل زوجته م. ص. في مدينة جاسم بدرعا السورية. وأفادت مصادرنا في المعارضة السورية بمعلومات دقيقة عن هذا الشخص، إذ ساورهم الشك أنه عقد صفقة من أذرع النظام السوري. وكشفت تلك المصادر أن سيف بغداد التحق بالجهاد بعد الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003، وقضى فترة في سجن بوكا. وحسب مراقبين، فإن سيف بغداد كان من قادة الرعيل الأول في داعش وشغل عدة مواقع قيادية في التنظيم، من بينها أمير منطقة الجنوب السوري الذي يشمل أيضا الأردن ولبنان.

انحلال خلافة الببجي وانتهاج سياسة طائفة الحشاشين

تكتم قيادة داعش على نبأ مقتل الخليفة في بادئ الأمر يفيد بأن التنظيم يسير أعماله من دون “أمير المؤمنين” منذ ستة أسابيع على الأقل، يؤكد، مرة أخرى، انتهاج داعش لسياسة إخفاء مقتل قادته الكبار عن عناصره، كما فعل مع مقتل أبو حمزة وغيره من قادة التنظيم

يعتقد قادة داعش أن هذه الاساليب “خدعة” ولكن هي بدعة ان تخفي “دولة خلافة” عن المؤمنين هوية “أمير المؤمنين.” وهذا حسب متابعين، اخر تطور في انتهاج داعش سياسة طائفة الحشاشين.

ففي 2022، فقد داعش العديد من قادته في ضربات جوية في انحاء سوريا والعراق، ومؤخرا قائدا مثل سيف بغداد الذي قتل على مقربة من مناطق تابعة للنظام السوري. والمثير في قضية مقتل سيف بغداد في مدينة جاسم، حسب مصادرنا في المعارضة السورية، أنها تفضح استمرار داعش في ابرام صفقات مشبوهة مع من يسميهم “الأعداء”، ويرجع للذاكرة اتهامات عن وجود تواطئ بين داعش ونظام الأسد.

أما تصفية القيادات في الضربات الجوية المتتالية، فيرفع الستار عن استمرار ازمة فقدان الثقة والتماسك داخل التنظيم.

ونقر هنا أن من مصلحة المعارضة السورية وصف سيف بغداد بعميل محتمل للنظام، خصوصا في سياق محاولة إعلام دمشق وموسكو تبني مقتل القيادي للايهام أنهم “يكافحون الإرهاب”. ولكن الواقع القائم أن هذا القيادي الكبير في داعش اختار المكوث في منطقة على بعد امتار من نقاط النظام، ويدل على تعمد بعض القيادات الرفيعة على الاستقرار في “دار الكفر”، بعيدا عن “ساحات الجهاد” في الجزيرة والبادية.

النمط الواضح هنا أن العمر الافتراضي لقادة داعش العراقيين ينخفض في ولايات الشام في ظل استمرار ظاهرة انشقاق العناصر المحلية. لمواجهة ذلك، يبدو أن القادة العراقيين تقبلوا الأمر الواقع الجديد وشرعوا بدفع الرشاوى لتأمين انفسهم في “دار الكفر”، ولو كان ذلك في المحرر أو مناطق النظام أو حتى تركيا العلمانية!

لا شك أن عرض المعلومات عن القادة العراقيين يفوق الطلب في سوق “مكافحة الإرهاب”، ليصل بنا الأمر كما حدث في جاسم، حيث شهدنا منافسة شرسة بين المعارضة والنظام في وسائل الإعلام بشأن تبني قتل سيف بغداد!

إعلام مركزي فاشل ينتقص من “هيبة” داعش:

وكشف مصدرنا عن الاحباط المتنامي في صفوف داعش، والذي يبدو أنه يسهم في انشقاق التنظيم على نفسه، وأشار إلى حالة من الفوضى “لا تحتمل” في مكاتب الإعلام وبين القيادات. وبالتحديد، القى مصدرنا الضوء على ظاهرة إعلام الأنصار وقرار قيادة داعش التكتم على خبر مقتل أبو حمزة المهاجر وفشل الإعلام المركزي في التغطية على ظروف وتوقيت مقتله.

أما بالنسبة لمحاولة مجلس شورى داعش التغطية على نبأ مقتل “أمير المؤمنين”، قال مصدرنا الداعشي إن التغطية على مقتل الخليفة خطأ فادح، “فليس هناك سابقة دينية أو تاريخية لخداع المؤمنين بمبايعة قائد متوف”.

ما يزيد الطين بلة، حسب المصدر، فإن الفريق الذي يدير إعلام التنظيم يفتقر على ما يبدو إلى الخبرة أو حتى الدهاء، وأن زعماء التنظيم لاحظوا “الأخطاء العديدة التي وردت في النبأ في الآونة الأخيرة، وأشار إلى أنهم لن يستطيعوا (أي الإعلام) على الأرجح التعامل مع هذا الموقف”.

وختم مصدرنا بالقول إنه يتفهم إخفاء هوية الخليفة لدواع أمنية بعد مقتل أبو بكر البغدادي، لكنه في المقابل، يفتح الباب على مصراعيه أمام أي كيان، وخصوصا أعداء داعش، للدعاء بأن رجلهم هو الخليفة أو قائد داعش الجديد. كيف لعناصر داعش أن يعرفوا من هو قائدهم الجديد من دون وجه أو اسم؟

ماذا سيكون عقاب من تستر على الخبر وايضا من اجبر المتحدث على الخروج بكلمته اليوم؟

كيف سيضمن عناصر داعش أن أبو فلان الفلاني القرشي الجديد على قيد الحياة أو أن فلان الفلاني الذي سيخلفه يستحق أن يكون “أميرا للمؤمنين”؟

لا عقيدة او ملة تسمح لقادتها بخداع تابعيها بهذا الشكل واستيراد بدعة الإمام الغائب.

ستواصل أنباء جاسم التحقيق في هذا الملف، ونعدكم بفضح مخططات داعش بهذا الخصوص.

شارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *