حصري: مقتل القيادي الداعشي كفوش “ابو سارة العراقي” في إدلب وداعش يفشل في التغطية على مقتله

أفادت مصادر متاطبقة لأنباء جاسم مقتل أميرالإدارة العامة للولايات لدى داعش علي جاسم سلمان الجبوري المكنى “كفوش” أو “أبو سارة العراقي” في غارة جوية الأسبوع الماضي في سوريا. وحسب مصادرنا، فإن كفوش قتل في الضربة التي نفذها التحالف في ريف إدلب في 24 فبراير وأدت إلى مقتل رجلين.

مصدر منشق عن داعش كشف عن حالة من الاستياء داخل التنظيم بسبب الخطة الفاشلة والصبيانية من قبل بعض إعلاميي داعش للترويج أن كفوش كان “أبو عبادة العراقي” وإنه كان قياديا في حراس الدين انشق عن داعش. إعلام داعش كان على أمل أن يتستر على خبر مقتل كفوش وزرع الفتنة بين هئية تحرير الشام وجهاديين مستقليين انعزلوا عن العمل الحركي في المناطق المحررة. وهذه كانت نفس استراتيجية التنظيم بعد مقتل المتحدث الرسمي ابو حمزة القريشي في نوفمبر 2021 والتستر على خبر. هذا التصرف الصبياني أحدث أزمة داخل التنظيم بعد مقتل “الخليفة” حجي عبد الله وتأخر اصدار البيانات بسبب عدم وجود متحدث.

المصدر، الذي نشر من قبل تحليلاً لنا عن وضع داعش، شرح أن فقدان كفوش يشكل ضربة موجعة للتنظيم قد تشل حركته نظراً لمحورية أمير الإدارة العامة للولايات، وبالخصوص كفوش. وهذا تطابق مع دراسة نشرت من قبل مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عن كفوش ووصفته بانه “مهندس تحركات افرع التنظيم.” وبحسب المعلومات، انخرط كفوش في العمل الجهادي بعد الاجتياح الامريكي للعراق وتسلق هرم القيادة في داعش بعد مقتل ابو بكر البغدادي في 2019 وتولي حجي عبد الله الخلافة المزعومة، ليصبح واحدا من أبرز قيادات داعش وليتحكم بجميع ملفات داعش الداخلية والخارجية وصولاً لتولي مكتب الولايات البعيدة في يونيو 2020.

مقتل القيادي العراقي كفوش في إدلب يضاف إلى سلسلة من الوشايات التي استهدفت العراقيين حصرا في ظل صراع طاحن بين ولايتي العراق والشام. وشرح مصدرنا أن كفوش كان القيادي الوحيد المتبقي من الرعيل الأول.

تداعيات فقدان كفوش

نظراً لتصفية والي العراق المدعو أبو خديجة من قبل القوات العراقية فداعش الأن امام نقطة انعطاف. شرح المصدر “على مدار العام الماضي دارت نقاشات جدية في الشام عن الحاجة الماسة إلى إعادة تموضع التنظيم.” واستكمل “يوجد خلافات حادة بسبب التعامل القاسي من قبل القيادات العراقية تجاه الوضع في الهول وعجز في تسوية اوضاع العوائل.”

ويشير المصدر هنا إلى زيادة الخلافات بين ولايتي العراق والشام، الأمر الذي اشار له منشقين عن داعش على مدار اشهر. ومصادرنا الخاصة من داخل داعش والمعارضة السورية رفعوا الستار عن تفاهمات وصفقات سرية بين القادة العراقيين مع بعض الفصائل المعارضة لضمان حمايتهم. وكما نشر في وسائل الإعلام هذه الصفقات تضمنت اطلاق سراح عوائل “النخبة” العراقية في التنظيم على حساب عوائل السوريين والقيادات العادية. اضاف مصدرنا والذي كان مدرس قبيل اندلاع الثورة السورية والإنضمام لداعش ان “من الصعب التصور كيف يستمر التنظيم على نفس النهج بدون إعادة تموضع للسياسات…التنظيم مات اكلينيكيا وسيتضح للولايات قريباً ان لا جدوى من مبايعة العراقيين.”

تاريخ من التضليل: محاولة كفوش لفبركه نبأ مقتله

كشف الباحث المصري احمد كمال البحيري تفاصيل مهمة عن كفوش والتي أكدتها مصادرنا. ينحدر كفوش من قرية السلمان من أقضية محافظة صلاح الدين. وقد انضم لأنصار السنة في أعقاب الغزو الأمريكي للعراق. الشيء الذي ساعد كفوش على كسب الشرعية كانت علاقاته مع أبو مصعب الزرقاوي وأبو عمر البغدادي وأبو بكر البغدادي. وبعد إعلان الخلافة المزعومة في 2014، تسلق الهرم القيادي واستولى على منصب أمير مكتب الولايات البعيدة في يونيو 2020.

وشرح البحيري كيف أستغل كفوش منصبه ليسيطر على التنظيم والقرارات المصيرية. طبقا للمصدر، لعب كفوش دوراً محورياً في استمرارية هيمنة العراقيين على السلطة وكان السبب في نشوب الخلافات بين الولايات. وكما كشف منشقون اخرون عن داعش في الإعلام، كفوش لعب دوراً اساسياً في ماليات التنظيم وسياسات النهب والسلب.

وبهذا يصبح من الواضح سبب المحاولة البائسة من إعلاميي داعش للتستر على الخبر تماماً خوفاً من موجة من الإنشقاقات.

حاول داعش فبركة خبر مقتل كفوش في العام 2020 والإدعاء انه قتل بجانب علي سوادي في عملية إنزال للتحالف. حينها، حصل الصحفي العراقي ضرغام عبدالله على صورة حصرية لكفوش ورجاله. وكانت قد انتشرت نسخة لهذا الصورة خلال العام الماضي بعد ما اتضح للباحثين ومتابعي الشأن ان كفوش على قيد الحياة.

لماذا يصر قيادي داعش على البقاء في سوريا؟

شرح المصدر كيف على مدار السنوات الماضية اتجهت القيادات العراقية إلى سوريا بحثاً عن الأمان من خلال تفاهمات مع بعض الفصائل. هذا الوضع من الطبع غير منطقي نظراً لأن العراقيين من السهل التعرف عليهم من وسط الشوام. ولكن الأمر الذي يفسر ذلك هو فقدان داعش للحاضنة الشعبية في العراق وفقدان القادة الثقة في جنودهم العراقيين بسبب سهولة تجنيدهم من قبل الاجهزة العراقية مقابل المال. احتقار القادة العراقيين واضح في وضع امانتهم مع فصائل “مرتدة” في سوريا بدلاً من جنودهم الأوفياء. وما حدث لسيف بغداد خير دليل على تمسك القيادات بسوريا بالرغم من استمرار التصفيات.

بسبب إصرار القادة على البقاء في سوريا انتهج التنظيم استراتيجية زرع الفتنة بين الفصائل والهيئة وجماعات اخرى. خطة داعش هي استغلال الفوضى الناتجة ستتيح لهم الفرصة في اختراق مدينة إدلب والعيش فيها في امان على اساس انها مدينة مكتظة بالسكان وبالتالي يصعب على الهيئة تتبعهم. ولكن شرح مصدرنا ان الشوام في التنظيم والفصائل على استعداد بالوشاية بالقادة العراقيين. ومن ناحية العناصر السورية فيتضح لهم انه لا جدوى في الولاء للعراقيين وخلافتهم الوهمية بخلاف الخيار المنطقي وهو الإنضمام إلى فصيل جهادي سوري. والشيء العجيب هو أن سياسة القادة العراقيين في اختيار المناطق المكتظة بالسكان تساعد مخبري الهيئة والأهالي في تحديد هويتهم.

محاولة إعلام داعش الصبيانية للتستر على مقتل كفوش

كما رصدنا من قبل حاول التنظيم التستر على مقتل أبو حمزة المتحدث السابق. خسر داعش الكثير بسبب هذه الاكذوبة الفاشلة لان داعش كان بدون متحدث وقت مقتل حجي عبدالله في فبراير 2022. والتأخر المتزايد في اصدار كلمات الفرقان يضعف هذا التنظيم الذي في الاونه الاخيرة اتجه مناصريه إلى نشر الميمز السخيفة عن بطء مؤسسة السحاب.

شرح المصدر ان عدم وجود العقاب أو على الاقل توبيخ الاعلاميين من قبل القادة شجعهم على الاستمرار في هذا المسار الفاشل. لهذا السبب حاول اعلاميو داعش التستر على خبر مقتل كفوش. ولكن نشر الهواة اكذوبة انه كان تابع لحراس الدين وحراس الدين ارفع واشرف من ان يكون من ضمنهم مثل هذا الحثالة. ويدل التضليل هذا على ادراك داعش عجزهم في التعافي من فقدان كفوش.

خلافات في الشام والعراق – بداية النهاية لخلافة الببجي

من الواضح ان الخلافات القائمة بين الولايات ادت إلى نهاية كفوش. غطرسة بعض القادة ادت إلى ذلك لانهم يحرمون على جنودهم ما يحللون لانفسهم. وبالخصوص اصرار القادة على عقد صفقات من اجل الحماية في ظل تعري الجنود للاصطياد في الصحراء والأماكن الوعرة. ادى ذلك الوضع إلى تآكل التنظيم من الداخل ويوضح للقارئ لماذا استخدمنا مصطلح خلافة الببجي. مشروع الخلافة اصبح هش ومشتت في ولايات وهمية بعيدة وقريبة. عندما يأتي اليوم ويدرك فيه “امراء” الولايات الوهمية ان مشروع العراقيين فشل سيكون ذلك نهاية اللعبة لخلافة الببجي.

شارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *