حصري: تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يطلب الدعم من دولة أجنبية مقابل تنازلات وضمانات اقتصادية في شمال إفريقيا والساحل

3 آذار 2022

حصري – خاص

كشفت مصادر داخل التيار الجهادي عن مبادرة أحادية من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يطلب فيها الدعم من دولة أجنبية مقابل توفير تنازلات وضمانات اقتصادية في مناطق نفوذ التنظيم في شمال إفريقيا والساحل. قوبلت المبادرة بالرفض والسخط داخل أوساط التنظيم نظراً لما سموه “النحطاط الفكري والأخلاقي” المتمثل في تلك المبادرات التي تفرط في الأساسيات والثوابت وتجعل التنظيم عرضة للنقد من خصومة داخل وخارج التيار الجهادي.
أطلعت أنباء جاسم على نسخة من المبادرة وفرها عضو داخل التنظيم – رفض الإفصاح عن كنيته أو إتباعه إلى أي فرع لدواعي أمنية – واكتفى بقوله أن “المصالح أعظم من المفاسد” في قطع الطريق على أي قيادات داخل التنظيم تفرط في الثوابت ويرجح بدون أي تنسيق مع القيادات المركزية، على حد قوله. لم يتسن لأنباء جاسم التحقق من مصدر المبادرة ولكن اتضح أنها مؤرخة في 2020 ولا يوجد أي إشارة إذا كان كاتب المبادرة يمثل فصيل داخل فرع تنظيم القاعدة أو يمثل قيادة التنظيم ذاته. رفض المصدر توفير أية معلومات إضافية غير أن مثل تلك المبادرات مرفوضة و”على الإخوة الحسم في الأمر.”


استلمت أنباء جاسم نص المبادرة العام الماضي ولم يتم النشر إلا بعد مراجعة دقيقة مع خبراء وتأكيد مصدر آخر داخل التنظيم عن وجود خلاف بشأن توجهات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وبعض الأفرع الأخرى. وبعد الإطلاع على المبادرة أفاد المصدر الثاني داخل التنظيم بأن المبادرة حالمة وغير منطقية لأن لا دولة ستتعاون مع فرع التنظيم ببلاد المغرب الإسلامي مقابل تنازلات اقتصادية لا يمتلك القدرة على توفيرها من الأساس. وأشار المصدر أنه لو صحت المبادرة فهي تشير لفشل وعجز قيادي داخل تنظيم القاعدة بعد مقتل الزعيم السابق عبد المالك دروكدال وأن القيادة الحالية تبحث بشكل مستميت عن أية طريقة لمعالجة العجز العسكري لتشمل مبادرات تثير الشفقة للتعاون مع دول ضد التنظيم في الأساس وتحاربه في كافة الساحات على حد قول المصدر.

استشارت أنباء جاسم خبيرًا في الحركات الإسلامية كان عضوًا سابقاً في إحدى الجماعات الجهادية لمراجعة المبادرة وتحليل مضمونها. أفاد الخبير أن أي تحليل لغوي لنص المبادرة يكشف أنها غالبا صحيحة وأن كاتبها إسلاميّ المنهج نظرا لكثير من المصطلحات المستخدمة. بالإضافة إلى ذلك، فصياغة المبادرة توحي بأن الكاتب كان يحاول أن “يحتفظ بقدر من النخوة” ويقنع القارئ أنه من الممكن التحالف بين تنظيم جهادي و”دول كافرة” ويحتفظ التنظيم ذاته بثوابت التيار الجهادي والعقيدة المبنية على رفض شرعية الحكومات التي “تحكم بغير ما أنزل الله.” فسر الخبير هذا التخبط الفكري في ظل غياب قيادة واضحة من تنظيم القاعدة تعالج توغل مثل تلك الأفكار “الهدامة” بشكل صحيح وتكتفي فقط بالتوجيه عن بُعد وبإصدارات مرئية “منعزلة تماما عن الواقع وكان آخرها حفنة من الإصدارات تناقش الأمم المتحدة وقناة الجزيرة!”

وفي وجهة نظر خبير آخر، فشلت القيادة المركزية في حسم جدلية الجهاد الشامي “وتنظيرات الجولاني وأعوانه في تصدير نموذج هتش” — في إشارة إلى  هيئة تحرير الشام وقائده أبو محمد الجولاني الذي أعلن فك الإرتباط بتنظيم القاعدة – هو الذي أحدث هذا التخبط الفكري عند فروع تنظيم القاعدة. وتابع الخبير أن الجولاني “يحاول أن يؤصل لمنهج جهادي جديد لا يبالي بالتعاون وحتى التحالف الصريح مع الدول والحكومات ليشمل ذلك توفير ضمانات بعدم تنفيذ عمليات خارجية. وضح الخبير أن بذور ذلك التوجه في الشام تعود للعقد الماضي لكتابات الشيخ الراحل أبو أيمن الحموي، وكان الأخير شرعي في  أحرار الشام ونشر كتيب مشهور في 2014 تحت اسم “نحو منهج رشيد.” يحلل الخبير أن من الوارد تركيز القيادة المركزية لتنظيم القاعدة، خصوصا أيمن الظواهري وسيف العدل، على إصدارات تناقش العقيدة والمنهج في ظل التغيرات والرد على هذه المبادرة أو على الأقل من يحاول استيراد “مشروع هتش” وتغيير بوصلة تنظيم القاعدة من الداخل.

من أجل الشفافية التامة نرفق نسخة من هذه المبادرة.

حق الرد مكفول وسيتم تعديل المقال في حال توفر معلومات جديدة عن صحة المبادرة أو عما إذا تم التعامل مع المبادرة من عدمه.

الرسالة

Untitled-1

شارك!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *